يحكيوا على بنيّة يتيمة تربّات عند الفرانسيس، بنيّة ذكيّة و مزيانة برشا، كانوا يخدّموا فيها و موش عاطينها حتّى قدر، و هي ساكتة، ساكتة خاطر تعرف الّي ما عندها حدّ، و الدنيا صعيبة عليها ما تنجّمش تعيش وحدها من غير حماية. و رغم اللّي الوضع ما كانش عاجبها و خاصّة إنّها في الأصل من عايلة كبيرة و معروفة من أوّل الدنيا، صبرت على ما كتبّلها مولاها. صحيح كانت تتمرّد ساعات، كيف يكثّروا عليها، أمّا في الآخر ترجع تبرد و تقول القسم على الله !
برّا إمشي يا زمان و إيجا يا زمان، كبرت هاك البنيّة و ولّات صبيّة ما شاء الله عليها. و جاء نهارقالت فيه يزّي! ها العيشة ماعادش مساعدتني، ماعادش قاعدة تحت رحمة الفرانسيس! و هذا آش صار، دافعت على روحها و فكّت حريّتها بالقوّة. و هاك النهار قالت حياتي تبدا اليوم...
أوّل ما حلّت عينيها على الدنيا الجديدة، لقات الرجال و النسّاء اللّي وقفوا معاها، و بينهم كان ثمّة راجل متعلّم عند فرانسا و يغير عليها كيف بوها. و هو، في تحصّل معناه، أكبر منها في العمر، لكن ذكاه و حكمته و الكاريزما متاعه خلاّوها تاخذه و تبني مستقبلها معاه. السيّد هذا قرّاها و علّمها و عطاها حقوق و حرّيات أكثر مالليّ كانت تحلم بيه، و حبِتُّو... صحيح ما كانش كلّ شيء مثالي، عدّاو أيّامات صعيبة كيف النّاس الكلّ، أمّا عمرها ما تنسى الخير اللّي عملو معاها.
لكن راجلها كبر في العمر، و بدا يمرض، و بدات عينين رجال أخرين تلعب عليها، طامعة في زينها و شبابها، و خاصّة رجال ما تحبّلهاش الخير و تلوّج على مصالحها. خوفوها، ضربولها صغارها، عيّشوها في رعب و راجلها ماعادش ينجّم يحميها. لين جاها شكون قالّها فهمتك، و باش ناقفلهم بكلّ حزم! رضات بيه، قالت مكتوب و ما عنديش قدرة باش ندافع على ولادي وحدي، و على كلّ هذا متعلّم على راجلي الأوّل و اللّي تعرفو خير ماللّي ما تعرفوش...
و تعدّات الأعوام الأولى لاباس، هو فرحان بيها و هي فرحانة بيه. و بعد شويّة بدا يتبدّل عليها، و بدا يستغلّ فيها، و زاد يخون فيها و جاب برشة ولاد حرام، قدّ ما ياكلوا عمرهم ما يشبعوا، كيف كاس تاي طرابلسي، صغير و حقير، أمّا قدّ ما تصبّ فيه مايتعبّاش! ياخي ولادها ما حملوش فيها، و غاروا على أمّهم و بصوت واحد عيطوا "ديغـــــــاج !" صحيح تضربوا، صحيح تمرمدوا، صحيح تعذبّوا، أمّا عمرهم ما سلّموا و ما تهنّاو كان ما طيّروا المجرم و بانديتو
و توّا يا تونِسنا ؟ آش باش نعملوا فيك ؟ هاو العزوز البليد اللّي كان معيّشك في الرّعب رجع و قالّك والله خاطيني و تبدّلت، هاو مهبول الحومة ڨال ليك خوذيني تربحيني و تعلّمت، و هاو ميات خاطب آخر قالوا أنا اللّي على حقّك تكلّمت... زعمة ماِزلت تحصل؟ قبل ما عندك سندّ، أمّا توّا ولادك واقفين معاك، و ما عاد تطبّس راسك لحدّ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق